کد مطلب:323805 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:355

البهائیة و التخبط فی نظرتها للمرأة
و ما وقعت فیه البهائیة من تخبط فی النظر الی المرأة، یكشف عن تناقض مع الفطرة و الاخلاق الانسانیة. و لا یقل أثر الاضطراب و التخبط فی النظرة الی المرأة و الی علاقات الجنسین فی المجتمع الانسانی، عن أثر التخبط و الاضطراب فی النظرة الی الانسان و فطرته و استعداداته، فكلاهما - كما یقول الاستاذ سید قطب - ینبع من معین واحد: هو الجهل بحقیقة هذا الكائن بنوعیه، و من الهوی كذلك و الضعف، ثم الانقطاع - مع هذا الجهل و الهوی و الضعف -عن منهج الله و هداه.

و لادراك اهمیة مسألة التخبط البهائی فی النظر الی المرأة و الی علاقات الجنسین - لابد لنا هنا من استصحاب المقدمات التی صدرنا بها الحدیث عن الفطرة الانسانیة. و لمن یرید المزید فلیرجع الی ما كتبه الاستاذ سید قطب عن فطرة الانسان و استعداداته، فهی بنصها تنطبق علی موضوع البحث. و لا سیما ان الحیاة البشریة «یستحیل ان تستقیم و تعتدل و تطمئن، اذا كانت علاقة الجنسین غیر مستقرة، و اذا كانت تتأرجح - تبعا للنظرة الی المرأة - من أقصی الیمین الی أقصی الیسار، او اذا كانت تستند الی الجهل و الضعف و الهوی [1] «كما هو الحال فی الدعایة البهائیة».

و من أمثلة التخبط البهائی فی النظر الی المرأة، استنادا الی الجهل و الضعف و الهوی، و جهلا بالفطرة الانسانیة، ما یروجون له عن غیر فهم تحت شعار «المساواة بین الرجال و النساء»، و یعتبرون هذا الشعار من أهم الشعارات التی یجب أن تعلن عن البهائیة بهدف استدراج الجماهیر و اغوائهم، فقد جاء فی كتاب «بهاء الله و العصر الجدید»: «ان احدی الأنظمة الاجتماعیة التی جعل بهاء الله بها أهمیة عظیمة هی مساواة النساء بالرجال» [2] .
و استغل عباس أفندی الذی لقب نفسه عبدالبهاء هذا الشعار فی الدعایة البهائیة بین المسلمین و غیر المسلمین، و لا سیما فی اوروبا و أمریكا، حیث هیأت له الصهیونیة العالمیة أسباب السیاحة فیهما و لیتلقی من زعماء المنظمة الصهیونیة التعالیم التی ینبغی أن ینفذها تحت اسم «البهائیة» فی اطار المخطط الصهیونی المتستر بأسماء غیر صهیونیة.

و قد استغل عبدالبهاء هذا و أتباعه شعار «المساواة بین الرجال و النساء» فی عالم تخبط فیه النظر الی المرأة، و تأرجح بین الغلو و التفریط، و هو یشرد عن الله، و یتخذ لنفسه مناهج تقوم علی الجهل و الهوی و الضعف و الشهوة، و لا یستقر علی وضع معتدل هادی ء مطمئن فی طور من الأطوار.


[1] المرجع السابق، من ص 49 - 37.

[2] بهاء الله و العصر الجديد، ص 148.